ذكر المير علي الهمداني (وهو فقيه شافعي من أعلام القرن الثامن الهجري) في كتابه مودة القربى / المودة الخامسة / روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: نصب رسول الله (ص) عليا فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره، اللهم أنت شهيدي عليهم.
قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله عقدا لا يحله إلا منافق.
فأخذ رسول الله (ص) بيدي فقال: يا عمر! إنه ليس من ولد آدم، لكنه جبرئيل أراد أن يؤكد عليكم ما قلته في علي عليه السلام!!
فأسألكم أيها الحاضرون.. هل كان يحق للصحابة أن ينقضوا ذلك العهد والميثاق الذي عهده الله تعالى لهم؟
وهل من الإنصاف أن ينكثوا بيعتهم لعلي عليه السلام التي عقدها خاتم النبيين (ص) لأمير المؤمنين وسيد الوصيين؟!
هل كان صحيحا أن يهجموا على بيت علي وفاطمة عليهما السلام ويشعلوا النار عند بابه ويهتكوا حرمة فاطمة سيد النساء؟
هل كان يحق لهم أن يسحبوا عليا إلى المسجد ويهددوه بالقتل إن لم يبايع أبي بكر ويجردوا عليه سيوفهم؟!
وقد صدر كل ذلك منهم طلبا للدنيا ومتابعة للهوى... ليس إلا!!
الحافظ: نحن ما كنا نتوقع من حضرتكم أن تنسبوا لصحابة النبي (ص) المقربين، متابعة الهوى وطلب الدنيا، علما بأن رسول اله أمر أمته بمتابعتهم والاقتداء بهم.
قلت: رجاء.. لا تكرروا الكلام، لقد أثبتنا لكم أن الصحابة كغيرهم من أفراد البشر يجوز عليهم الخطأ والعصيان والطغيان، ولم يأمر النبي الأكرم (ص) أمته بالاقتداء بمطلق الصحابة، لأنه مناف للعقل السليم، وإنما أمر أمته بالاقتداء بالصالحين من الصحابة، فقد أثبتنا ضعف سند حديث " أصحابي كالنجوم " ونقلنا لكم كلام القاضي عياض المالكي وهو من أعلامكم حيث قال: حديث أصحابي كالنجوم ضعيف ولا نلتزم به لأن من رواته حارث بن قضين وهو مجهول الحال، وحمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو متهم بالكذب.
وكذلك البيهقي وهو من كبار علمائكم ومن أشهر أعلامكم، رد الحديث ورفضه لضعف إسناده