يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا***وِرْدٌ هنيُّ ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل***يا ابن الزكيِّ لليل الانتظارِ غد
فاكحل بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلا***يكاد يأتي على إنسانها الرمد
ها نحن مرمى لنَبل النائبات وهل***يغني اصطبار وهى من درعه الجَلَدُ
كم ذا يؤلف شمل الظالمين لكم***وشملكم بيدي أعدائكم بدد
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت***بها النوائب لما خانها الجلد
هب أن جندك معدود فجدك قد***لاقى بسبعين جيشا ما له عدد
غداة جاهد من أعدائه نفرا***جدُّوا بإطفاء نور اللّه واجتهدوا
وعصبة جحدوا حقّ الحسين كما***من قبل حق أبيه المرتضى جحدوا
وعاهدوه وخانوا عهده وعلى***غير الخيانة للميثاق ما عهدوا
سمَّوا نفوسهم بالمسلمين وهم***لم يعبدوا اللّه بل أهواءهم عبدوا
تجمَّعَتْ عدة منهم يضيق بها***صدر الفضا ولها أمثالها مدد
فشدَّ فيهم بأبطال إذا برقت***سيوفهم مطروا حتفا وما رعدوا
صالوا وجالوا وأدَّوا حق سيدهم***في موقف فيه عَقَّ الوالدَ الولدُ
وشاقهم ثمر العقبى فأصبح في***صدورهم شجر الخطيِّ يختضد
وعاد ريحانة المختار منفردا***بين العدا ما له حام ولا عضد
وِتْرٌ به أدركت أوتار ما فعلت***بدرٌ ولم تكفهم ثأرا لها أُحُدُ
يكرُّ فيهم بماضيه فيهزمهم***وهم ثلاثون ألفا وهو منفرد
لو شئت يا علة التكوين محوهمُ***ما كان يثبت منهم في الوغى أَحَدُ
لكن صبرت لامر اللّه محتسبا***إياه والعيش ما بين العدا نكد
فكنت في موقف منهم بحيث على***رحيب صدرك وفَّاد القنا تفد
حتى مضيت شهيدا بينهم عميت***عيونهم شهدوا منك الذي شهدوا
يا ثاويا في هجير الصيف كَفَّنَهُ***سافي الرياح ووارته القنا القصد
لا بَلَّ ذا غلة نهر قُتِلْتَ به***موري الفؤاد أواما وهو مطرد
على النبي عزيزٌ لو يراك وقد***شفى بمصرعك الاعداء ما حقدوا
وأصدروك لهيف القلب، لا صدروا***وحلاّوك عن المورود، لا وردوا
ولو ترى أعين الزهراء قرتها***والنبل من فوقه كالهدب ينعقد
له على السمر رأس تستضيء به***سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد
إذا لحنَّتْ وأنَّتْ وانهمت مقلٌ***منها وحرت بنيران الاسى كبد
عجبت للارض ما ساخت جوانبها***وقد تضعضع منها الطود والوتد
وللسماوات لِمْ لا زلزلت وعلى***مَنْ بعد سبط رسول اللّه تعتمد
اللّه أكبر مات الدين وانطمست***أعلامه وعفى الايمان والرَّشَدُ
وقوِّضَتْ خيم الاطهار من حرم الـ***ـمختار لما هوى من بينها العمد
وربَّ بارزة من خدرها ولها***قلب تقاسمه الاشجان والكمد
تقول يا إخوتي لا تبعدوا أبدا***عن حيِّكم، وبلى واللّه، قد بعدوا
لم يبق لي إذ نأيتم، لا فقدتكمُ،***حامٍ فيرعى ولا راع فيفتقد
إلاّ فتىً صدَّه عن رعي أسرته***أساره ونحول الجسم والصفد
وكيف يملك دفعا وهو مرتهنٌ***بالسير ممتهن بالاسر مضطهد
ونحن فوق النياق المصعبات بنا***يجاب حَزْنُ الربى والغور والسند
في كل يوم بنا للسير مجهلة***تطوى ويبرزنا بين الورى بلد
يا آل أحمد جودوا بالشفاعة لي***في يوم لا والد يغني ولا ولدُ
لكم بقلبي حزن لا يغيره***مَرُّ الزمان ويفنى قبله الابد
ثوب الجديدين يبلى من تقادمه***وخطبكم أبدا أثوابه جدد
[/color][/size]
طالت علينا ليالي الانتظار فهل***يا ابن الزكيِّ لليل الانتظارِ غد
فاكحل بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلا***يكاد يأتي على إنسانها الرمد
ها نحن مرمى لنَبل النائبات وهل***يغني اصطبار وهى من درعه الجَلَدُ
كم ذا يؤلف شمل الظالمين لكم***وشملكم بيدي أعدائكم بدد
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت***بها النوائب لما خانها الجلد
هب أن جندك معدود فجدك قد***لاقى بسبعين جيشا ما له عدد
غداة جاهد من أعدائه نفرا***جدُّوا بإطفاء نور اللّه واجتهدوا
وعصبة جحدوا حقّ الحسين كما***من قبل حق أبيه المرتضى جحدوا
وعاهدوه وخانوا عهده وعلى***غير الخيانة للميثاق ما عهدوا
سمَّوا نفوسهم بالمسلمين وهم***لم يعبدوا اللّه بل أهواءهم عبدوا
تجمَّعَتْ عدة منهم يضيق بها***صدر الفضا ولها أمثالها مدد
فشدَّ فيهم بأبطال إذا برقت***سيوفهم مطروا حتفا وما رعدوا
صالوا وجالوا وأدَّوا حق سيدهم***في موقف فيه عَقَّ الوالدَ الولدُ
وشاقهم ثمر العقبى فأصبح في***صدورهم شجر الخطيِّ يختضد
وعاد ريحانة المختار منفردا***بين العدا ما له حام ولا عضد
وِتْرٌ به أدركت أوتار ما فعلت***بدرٌ ولم تكفهم ثأرا لها أُحُدُ
يكرُّ فيهم بماضيه فيهزمهم***وهم ثلاثون ألفا وهو منفرد
لو شئت يا علة التكوين محوهمُ***ما كان يثبت منهم في الوغى أَحَدُ
لكن صبرت لامر اللّه محتسبا***إياه والعيش ما بين العدا نكد
فكنت في موقف منهم بحيث على***رحيب صدرك وفَّاد القنا تفد
حتى مضيت شهيدا بينهم عميت***عيونهم شهدوا منك الذي شهدوا
يا ثاويا في هجير الصيف كَفَّنَهُ***سافي الرياح ووارته القنا القصد
لا بَلَّ ذا غلة نهر قُتِلْتَ به***موري الفؤاد أواما وهو مطرد
على النبي عزيزٌ لو يراك وقد***شفى بمصرعك الاعداء ما حقدوا
وأصدروك لهيف القلب، لا صدروا***وحلاّوك عن المورود، لا وردوا
ولو ترى أعين الزهراء قرتها***والنبل من فوقه كالهدب ينعقد
له على السمر رأس تستضيء به***سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد
إذا لحنَّتْ وأنَّتْ وانهمت مقلٌ***منها وحرت بنيران الاسى كبد
عجبت للارض ما ساخت جوانبها***وقد تضعضع منها الطود والوتد
وللسماوات لِمْ لا زلزلت وعلى***مَنْ بعد سبط رسول اللّه تعتمد
اللّه أكبر مات الدين وانطمست***أعلامه وعفى الايمان والرَّشَدُ
وقوِّضَتْ خيم الاطهار من حرم الـ***ـمختار لما هوى من بينها العمد
وربَّ بارزة من خدرها ولها***قلب تقاسمه الاشجان والكمد
تقول يا إخوتي لا تبعدوا أبدا***عن حيِّكم، وبلى واللّه، قد بعدوا
لم يبق لي إذ نأيتم، لا فقدتكمُ،***حامٍ فيرعى ولا راع فيفتقد
إلاّ فتىً صدَّه عن رعي أسرته***أساره ونحول الجسم والصفد
وكيف يملك دفعا وهو مرتهنٌ***بالسير ممتهن بالاسر مضطهد
ونحن فوق النياق المصعبات بنا***يجاب حَزْنُ الربى والغور والسند
في كل يوم بنا للسير مجهلة***تطوى ويبرزنا بين الورى بلد
يا آل أحمد جودوا بالشفاعة لي***في يوم لا والد يغني ولا ولدُ
لكم بقلبي حزن لا يغيره***مَرُّ الزمان ويفنى قبله الابد
ثوب الجديدين يبلى من تقادمه***وخطبكم أبدا أثوابه جدد
[/color][/size]