كثير ما نخوض صراعات مع محيطنا الخارجي صراعات مختلفة منها ما يكون مفيداً كالمنافسات التي تحصل في المجال الدراسي مثلاً حيث تكون حافزاً على الدراسة والمتابعة والاطلاع وكذلك المنافسات التي تحصل على سبيل المثال بين الموظفين في الدوائر لنيل درجة وظيفية معينة , وكذلك هناك نوع اخر من الصراعات الخارجية التي تدور بين الشخص ومحيطه ولكن هذا النوع قد يكون غير مفيد ومضراً في بعض الحالات وهو مثل الغيرة والحسد والحقد وغيره حيث تكون هذه دوافع لإثارة الفتن والصراعات التي تنتهي بصاحبها الى سوء العاقبة .
كل هذه الصراعات تكون ظاهرة ويمكن تشخيصها لذلك يمكن التعامل معها واستغلالها أن كانت مفيدة والتخلص منها إن كانت مضرّة ولكن هناك نوع أخر من الصراعات حيث ان هذه الصراعات ليس من السهل ملاحظتها والكشف عنها حيث تكون مبهمة بعض الشئ هذا النوع من الصراعات لاتحصل بين الأنسان ومحيطه الخارجي بل تحصل في شخصية الأنسان, بين العقل والعاطفة فقد يدعو العقل الى أمر معين بينما نجد العاطفة تدعو الى أمر مناقض , عند ذلك يقع الأنسان في حيرة حيث أنه غير ملتفت الى هذا الصراع لكنه يشعر بحيرة وتردد وعدم أستقرار.
يمكن أن نمثل العقل بالرجل الحكيم صاحب الخبرات الخائض كثير من التجارب وكذلك يمكن تمثيل العاطفة بالولد اليافع القليل تجارب في الحياة الذي يحتاج رعاية خاصة وأكتساب كثير من الخبرات ليكون بمرتبة الحكيم , حيث إن هذا الولد اليافع أن لم يجد رعاية فسوف يصبح كالسحابه التي تسيرها الرياح ليس لها أتجاه ثابت يختلف اتجاهها بأختلاف أتجاه الريح, فالانسان في بداية نشأته يعتقد أن المصلحة الحقيقية تتحقق عندما تتوفر الراحة حيث يعتقد ان هناك تلازماً بين المصلحة والراحة , وبهذا فأن هذا الولد اليافع أن لم يجد الرعاية سوف يختلف أكيداً مع الحكيم لان الحكيم له رأي أخر هو أن المصلحة غير ملازمة للراحة وفي بعض الأحيان نجد إن المصلحة والراحة على طرفي نقيض حيث قال الشاعر:-
بوخز القنا والمرهفات البواتر ********بلوغ المعالي وأقتناء المفاخر
أذن عندما يحصل هذا الاختلاف يؤدي بالأنسان الى الشعور بعدم الأستقرار والتردد وهذا نتيجة الصراع الداخلي ,هذا عندما تكون قوة الشد من الطرفين من جهة العقل والعاطفة متساوية وبأتجاهين مختلفين,في النهاية لابد أن يحسم الصراع لأحد الطرفين ,عندما يلتفت الانسان الى هذا الصراع ويكون على بيّنة تامة فلابد أن يحسم الأمر لصالح العقل لإن ذكائه الذي جعله يكتشف هذا الصراع ليس من المعقول أن يجعله يمكّن العاطفة من العقل وتصبح العاطفة هي الحاكمة والعقل هو المحكوم فلابد أنه يجعل العقل يتربع على كرسي الحكم , ولكن الطامة الكبرى عندما يبقى الانسان غافلاً عن هذا الصراع ولايعرف مصدر الحيرة وعدم الثبات الذي يعانيه ففي هذه الحالة تحكم العاطفة العقل ولكي يرضي العاطفة يبقى في حالة تخبط حيث يتجه أينما تتجه الراحة غير مهتم بالمصلحة الحقيقية أو بالاحرى لايعرف ماهي المصلحة الحقيقية ,وبهذا يمكن أن نتوصل الى نتيجة وهي أن كثير من الصراعات الخارجية هي وليدة حاكمية العاطفة على العقل لأن ذلك يؤدي الى أن تتعارض المصالح مابين البشر وبالتالي تؤدي الى الصراعات.
وأفضل قِسم الله للمرءِ عقلــــــــــــه *****فليس من الخيرات شئ يقاربـــــهُ
اذا أكمل الرحمن للمرءِ عقلــــــــــه *****فقد كملت أخلاقه ومأربـــــــــــــهُ
يعيش الفتى في الناس بالعقل ,أنـــه *****على العقل يجري علمُهُ وتجاربُــهُ
بقلم
أيوب فيروز
كل هذه الصراعات تكون ظاهرة ويمكن تشخيصها لذلك يمكن التعامل معها واستغلالها أن كانت مفيدة والتخلص منها إن كانت مضرّة ولكن هناك نوع أخر من الصراعات حيث ان هذه الصراعات ليس من السهل ملاحظتها والكشف عنها حيث تكون مبهمة بعض الشئ هذا النوع من الصراعات لاتحصل بين الأنسان ومحيطه الخارجي بل تحصل في شخصية الأنسان, بين العقل والعاطفة فقد يدعو العقل الى أمر معين بينما نجد العاطفة تدعو الى أمر مناقض , عند ذلك يقع الأنسان في حيرة حيث أنه غير ملتفت الى هذا الصراع لكنه يشعر بحيرة وتردد وعدم أستقرار.
يمكن أن نمثل العقل بالرجل الحكيم صاحب الخبرات الخائض كثير من التجارب وكذلك يمكن تمثيل العاطفة بالولد اليافع القليل تجارب في الحياة الذي يحتاج رعاية خاصة وأكتساب كثير من الخبرات ليكون بمرتبة الحكيم , حيث إن هذا الولد اليافع أن لم يجد رعاية فسوف يصبح كالسحابه التي تسيرها الرياح ليس لها أتجاه ثابت يختلف اتجاهها بأختلاف أتجاه الريح, فالانسان في بداية نشأته يعتقد أن المصلحة الحقيقية تتحقق عندما تتوفر الراحة حيث يعتقد ان هناك تلازماً بين المصلحة والراحة , وبهذا فأن هذا الولد اليافع أن لم يجد الرعاية سوف يختلف أكيداً مع الحكيم لان الحكيم له رأي أخر هو أن المصلحة غير ملازمة للراحة وفي بعض الأحيان نجد إن المصلحة والراحة على طرفي نقيض حيث قال الشاعر:-
بوخز القنا والمرهفات البواتر ********بلوغ المعالي وأقتناء المفاخر
أذن عندما يحصل هذا الاختلاف يؤدي بالأنسان الى الشعور بعدم الأستقرار والتردد وهذا نتيجة الصراع الداخلي ,هذا عندما تكون قوة الشد من الطرفين من جهة العقل والعاطفة متساوية وبأتجاهين مختلفين,في النهاية لابد أن يحسم الصراع لأحد الطرفين ,عندما يلتفت الانسان الى هذا الصراع ويكون على بيّنة تامة فلابد أن يحسم الأمر لصالح العقل لإن ذكائه الذي جعله يكتشف هذا الصراع ليس من المعقول أن يجعله يمكّن العاطفة من العقل وتصبح العاطفة هي الحاكمة والعقل هو المحكوم فلابد أنه يجعل العقل يتربع على كرسي الحكم , ولكن الطامة الكبرى عندما يبقى الانسان غافلاً عن هذا الصراع ولايعرف مصدر الحيرة وعدم الثبات الذي يعانيه ففي هذه الحالة تحكم العاطفة العقل ولكي يرضي العاطفة يبقى في حالة تخبط حيث يتجه أينما تتجه الراحة غير مهتم بالمصلحة الحقيقية أو بالاحرى لايعرف ماهي المصلحة الحقيقية ,وبهذا يمكن أن نتوصل الى نتيجة وهي أن كثير من الصراعات الخارجية هي وليدة حاكمية العاطفة على العقل لأن ذلك يؤدي الى أن تتعارض المصالح مابين البشر وبالتالي تؤدي الى الصراعات.
وأفضل قِسم الله للمرءِ عقلــــــــــــه *****فليس من الخيرات شئ يقاربـــــهُ
اذا أكمل الرحمن للمرءِ عقلــــــــــه *****فقد كملت أخلاقه ومأربـــــــــــــهُ
يعيش الفتى في الناس بالعقل ,أنـــه *****على العقل يجري علمُهُ وتجاربُــهُ
بقلم
أيوب فيروز