[اسمه وكنيته ونسبه :
هو حبيب بن مُظهر ( أو مظاهر ) بن رئاب الأسدي الكِنْدي ، ثمَّ الفقعسي ، ويُكنَّى بـ( أبي القاسم ) ، و يقال له : سيِّد القُرَّاء .
وكان ذو جَمال وكمال ، وفي وقعة كربلاء كان عمره 75 سنة ، وكان يحفظ القرآن الكريم كلّه ، وكان يختمه في كلِّ ليلةٍ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر .
من مواقفه المشرِّفة :
قال أهل السير : جعلَ حبيب ومسلم ابن عوسجة يأخذان البيعة للإمام الحسين ( عليه السلام ) في الكوفة ، حتَّى إذا دخلها عُبيد الله بن زياد وخذَّل أهلها عن مسلم بن عقيل ، وتفرَّق أنصاره ، حبسهما عشائرهما وأخفياهما .
فلمَّا ورد الإمام الحسين ( عليه السلام ) كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتَّى وصلا إليه .
وروى الطبري : ثمَّ دعا عمر بن سعد قرَّة بن قيس الحنظلي ، فقال له : وَيْحك يا قرَّة ، القِ حسيناً فسله ما جاء به ، وماذا يريد ؟
فأتاه قرَّة بن قبس ، فلمَّا رآه الإمام الحسين ( عليه السلام ) مقبلاً ، قال : ( أتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ) .
فقال حبيب بن مظاهر : نعم ، هذا رجل من بني حنظلة ، تميمي ، وهو ابن أختنا ، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد .
فجاء حتى سَلَّم على الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( كَتَبَ إليَّ أهلُ مِصْرِكُم هذا أن أقدِمَ ، فأمَّا إذا كَرِهُوني فَأنَا أنْصَرِفُ عَنْهُم ) .
ثمَّ قال حبيب بن مظاهر : وَيْحَكَ يا قرَّة بن قيس ، إنَّما ترجع إلى القوم الظالمين ، أُنصُر هذا الرجل الذي بآبائه أيَّدك الله بالكرامة وإيَّانا معك .
فقال له قرَّة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي
.شهادته :
خرج حبيب بن مظاهر الأسدي ( رضوان الله عليه ) يوم الطفِّ وهو يضحك ، فقال له برير بن حصين الهمداني - وكان يقال له : سيِّد القُرَّاء - : يا أخي ، ليس هذا ساعة ضحك .
فقال له حبيب : وأيُّ موضِعٍ أحقُّ من هذا بالسرور ؟! والله ما هذا إلاَّ أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانِقُ الحور العين .
ولمَّا أصبح الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم العاشر من المحرَّم الحرام ، سنة ( 61 هـ ) ، عبَّأ أصحابه بعد صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، فجعلَ زُهَير بن القين في ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه ، وأعطَى رايتَه العبَّاسَ أخَاهُ ( عليه السلام ) .
ولمَّا رمَى عمر بن سعد بسهمٍ نحو الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ارتَمَى الناس وبدأ القتال ، وحينما صُرع مسلم بن عوسجة الأسدي ، مشى إليه الإمام الحسين ( عليه السلام ) وحبيب بن مظاهر الأسدي ، فَدَنا منه حبيب فقال : عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم ، أبشِرْ بالجنَّة .
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشَّرَكَ الله بخير .
فقال له حبيب : لولا أنِّي أعلم أنِّي في أثرك ، لاحِقٌ بك من ساعتي هذه ، لأحببتُ أن توصيَني بكلِّ همِّك حتَّى أحفظك في كلِّ ذلك .
فقال له مسلم : بل أنا أوصِيكَ بِهَذا رحمَكَ الله - وأهوى بيده إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) - أن تموتَ دونه .
فقال له حبيب : أفعلُ ورَبُّ الكعبة .
وقاتل حَبيب قتالاً شديداً ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني ، من بني عقفان من خزاعه ، فضربه حبيب بالسيف فقتله .
وحمل عليه آبر من بني تميم فطعنه ، فوقع حبيب ( رضوان الله عليه ) ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف ، فوقع ونزل إليه التميمي آبر فاحتزَّ رأسه .
روى أبو مخنف : حدَّثني محمد بن قيس قال : لمَّا قُتل حبيب بن مظاهر هَدَّ ذلك حسيناً ، وقال : ( عِنْدَ الله أحْتَسِبُ نَفْسي وحُمَاة أصْحَابِي ) .
وفي بعض المقاتل : ( للهِ دَرُّكَ يَا حَبِيْب ، لَقَدْ كُنْتَ فَاضِلاً ، تَخْتُم القرآنَ في لَيلْةٍ واحِدَة )
هو حبيب بن مُظهر ( أو مظاهر ) بن رئاب الأسدي الكِنْدي ، ثمَّ الفقعسي ، ويُكنَّى بـ( أبي القاسم ) ، و يقال له : سيِّد القُرَّاء .
وكان ذو جَمال وكمال ، وفي وقعة كربلاء كان عمره 75 سنة ، وكان يحفظ القرآن الكريم كلّه ، وكان يختمه في كلِّ ليلةٍ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر .
من مواقفه المشرِّفة :
قال أهل السير : جعلَ حبيب ومسلم ابن عوسجة يأخذان البيعة للإمام الحسين ( عليه السلام ) في الكوفة ، حتَّى إذا دخلها عُبيد الله بن زياد وخذَّل أهلها عن مسلم بن عقيل ، وتفرَّق أنصاره ، حبسهما عشائرهما وأخفياهما .
فلمَّا ورد الإمام الحسين ( عليه السلام ) كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتَّى وصلا إليه .
وروى الطبري : ثمَّ دعا عمر بن سعد قرَّة بن قيس الحنظلي ، فقال له : وَيْحك يا قرَّة ، القِ حسيناً فسله ما جاء به ، وماذا يريد ؟
فأتاه قرَّة بن قبس ، فلمَّا رآه الإمام الحسين ( عليه السلام ) مقبلاً ، قال : ( أتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ) .
فقال حبيب بن مظاهر : نعم ، هذا رجل من بني حنظلة ، تميمي ، وهو ابن أختنا ، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد .
فجاء حتى سَلَّم على الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( كَتَبَ إليَّ أهلُ مِصْرِكُم هذا أن أقدِمَ ، فأمَّا إذا كَرِهُوني فَأنَا أنْصَرِفُ عَنْهُم ) .
ثمَّ قال حبيب بن مظاهر : وَيْحَكَ يا قرَّة بن قيس ، إنَّما ترجع إلى القوم الظالمين ، أُنصُر هذا الرجل الذي بآبائه أيَّدك الله بالكرامة وإيَّانا معك .
فقال له قرَّة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي
.شهادته :
خرج حبيب بن مظاهر الأسدي ( رضوان الله عليه ) يوم الطفِّ وهو يضحك ، فقال له برير بن حصين الهمداني - وكان يقال له : سيِّد القُرَّاء - : يا أخي ، ليس هذا ساعة ضحك .
فقال له حبيب : وأيُّ موضِعٍ أحقُّ من هذا بالسرور ؟! والله ما هذا إلاَّ أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانِقُ الحور العين .
ولمَّا أصبح الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم العاشر من المحرَّم الحرام ، سنة ( 61 هـ ) ، عبَّأ أصحابه بعد صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، فجعلَ زُهَير بن القين في ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه ، وأعطَى رايتَه العبَّاسَ أخَاهُ ( عليه السلام ) .
ولمَّا رمَى عمر بن سعد بسهمٍ نحو الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ارتَمَى الناس وبدأ القتال ، وحينما صُرع مسلم بن عوسجة الأسدي ، مشى إليه الإمام الحسين ( عليه السلام ) وحبيب بن مظاهر الأسدي ، فَدَنا منه حبيب فقال : عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم ، أبشِرْ بالجنَّة .
فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشَّرَكَ الله بخير .
فقال له حبيب : لولا أنِّي أعلم أنِّي في أثرك ، لاحِقٌ بك من ساعتي هذه ، لأحببتُ أن توصيَني بكلِّ همِّك حتَّى أحفظك في كلِّ ذلك .
فقال له مسلم : بل أنا أوصِيكَ بِهَذا رحمَكَ الله - وأهوى بيده إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) - أن تموتَ دونه .
فقال له حبيب : أفعلُ ورَبُّ الكعبة .
وقاتل حَبيب قتالاً شديداً ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني ، من بني عقفان من خزاعه ، فضربه حبيب بالسيف فقتله .
وحمل عليه آبر من بني تميم فطعنه ، فوقع حبيب ( رضوان الله عليه ) ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف ، فوقع ونزل إليه التميمي آبر فاحتزَّ رأسه .
روى أبو مخنف : حدَّثني محمد بن قيس قال : لمَّا قُتل حبيب بن مظاهر هَدَّ ذلك حسيناً ، وقال : ( عِنْدَ الله أحْتَسِبُ نَفْسي وحُمَاة أصْحَابِي ) .
وفي بعض المقاتل : ( للهِ دَرُّكَ يَا حَبِيْب ، لَقَدْ كُنْتَ فَاضِلاً ، تَخْتُم القرآنَ في لَيلْةٍ واحِدَة )