نبارك لكم شهر الله رمضان الكريم وللطيبين فضائل صيامه وأهميته وثوابه وأدعيته
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
أهنئ الأمّة الإسلامية وأبارك لعلمائها الكرام ولكم أخوتي الكرام
و لجميع المؤمنين الطيبين
حلول أيام الطاعة وليالي العبادة
في شـهـر رمـضـان المبارك الكريم
فأزف لكم أزكى التهـاني وأطيب الود
وجعل الله أوقاتكم ترفل في كل خير وسعة
وأعاده عليكم بالصحة والعافية واليمن والبركة
ونسألكم الدعاء في كل أيام هذا الشهر الشريف ولياليه
قال الله سبحانه تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُـمْ تَـتَّـقُـــونَ
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ
وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ
فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ
الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ
وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
البقرة183ـ187
السلام على الأخوة المؤمنين الطيبين والأخوات المؤمنات الطيبات
بارك الله لكم في شهر رمضان ، وزادكم ربنا الكريم خيره وبركته ورحمته
وغفر ذنوبكم وستر عيوبكم وكشف كروبكم وأزال غمكم وأسعدكم في جميع أيامكم
وواصل عليكم منته ورزقكم الثبات على دينه والإخلاص في طاعته وزاد الله حسـناتكم
وضاعف أجركم بحبكم لنبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين
فإن الله سبحانه وتعالى قال :
تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ
لَهُــمْ مَا يَشَــــاءُونَ عِنْــدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُـــوَ الْفَضْــلُ الكَبِيرُ *
ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّــرُ اللَّهُ عِبَـــادَهُ الَّذِينَ آمَنُـــوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
الشورى22ـ23
إن الله تعالى يبين في هاتين الآيتين :
أولاً : إن أن الظالمين الذين يعصون أوامر الله تعالى فإنهم خائفون من عذاب الله
في قرار أنفسهم وما يشعرون من وخزات الضمير وعذاب الوجدان وفناء العمر القصير
وذلك بسبب ما اكتسبوا من السيئات فيشعرون أنه عذاب الله سبحانه لا محالة واقع بهم لطغيانهم وظلمهم
ثانياً : يبشرنا الله تعالى كمؤمنين بقبول أعمالنا الصالحة إذا عملنا بها بشرطها وشروطها
فيعلمنا كيف نصل لحقيقة تعاليمه والواجبات التي شرفنا بها وفرضها علينا
وهي واجبات تصلحنا للدخول في رحمته وتعدنا لكرامته
فلذا عرفنا سبحانه وتعالى سبيها ومحلها بحق
فأنه يجب أن نأخذ تعاليمه بود
وهو الحب التام الصادق من آل النبي الأكرم
فنتعلم حدودها وكيفيتها المقربة لله تعالى حين أخذها من آل الرسول وقرباه المطهرون
وهم مع كتاب الله ثقلي رسول الله وأفضل وأتم وأكمل ما خلفه فينا لكي نعرف هدى الله الحق
وبهذا الحب والغرف منه بكثرة نقترف الحسنات المضاعفة ونحصل على مغفرة الله سبحانه وتعالى
وكما عرفنا في آية المودة وأجر الرسالة النبوية أعلاه ، نتحقق بهداه حقا ، فيغفر لنا ويصلحنا ويشكرنا سعينا
وهم صلاة الله وسلامه عليهم بعد أن أعرفوا الدين وشرحوه بكل سبيل
عينوا لنا لتعلمها حين عدم إمكان الوصول لهم مباشرة وبالخصوص في زمن الغيبة
من وثقوه وعرفوا خواصه بالطاعة والورع والاجتهاد من أتباعهم العلماء وأصحابهم الكرام
فلذا يجب علينا تقليد العلماء المجتهدون والمراجع العظام الذين أجهدوا أنفسهم في تعلم معارف الله
ومن سبيل الثقلين القرآن والعترة وأصبحوا متخصصين في علوم أهل البيت حقا والتي هي معارف الله
فيجب أن نتعلم من العلماء الكرام معالم ديننا وواجباتنا ، ويجب الرجوع للأعلم من العلماء بقدر الإمكان
ومن ثم قراءة الرسالة العملية له ، والتي تعلمنا تكاليف ديننا العملية في فروع الدين سواء في ذلك
العبادات أو المعاملات
وكم هو جميل يا أحبتي الطيبين
أن نراجع الرسالة العملية لمن نقلده ديننا
ونتعلم الواجبات منه وما يبتلي به الإنسان في أيامه
وبالخصوص تعاليم شهر رمضان وأحكامه ونحن نستقبله أو داخلين فيه
وأما بعد
فإليكم يا أخوتي
أحاديث في علل الصوم
لنعد أنفسنا لاستقباله وعمل الطاعات فيه
فنحصل على رضا الله وكرامته ورحمته وفضله
عن هشام بن الحكم ، أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن علة الصيام
فقال عليه السلام : إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير
وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير
لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه
فأراد الله تعالى أن يسوي بين خلقه
وأن يذيق الغني مس الجوع والألم
ليرق على الضعيف ويرحم الجائع
وسائل الشيعة ص10ـ7 الحديث 12697ـ1
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال
لكل شيء زكاة ، وزكاة الأجساد الصيام
وسائل الشيعة جزء الصوم ص10ـ9 حديث12698ـ2
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال
إنما أمروا بالصوم
لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش
فيستدلوا على فقر الآخرة
وليكون الصائم
خاشعا ذليلا مستكينا ، مأجورا محتسبا
عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش
فيستوجب الثواب ، مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات
ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل ، ورايضاً لهم على أداء ما كلفهم، و دليلا لهم في الآجل
و ليعرفـوا شدة مبلـغ ذلك على أهل الفقـر و المسـكنة في الدنيا ، فيؤدوا إليهم ما افتـرض الله لهم في أموالهم
وسائل الشيعة 10ـ9 حديث [ 12701 ] 5.
وإن أحببت يا طيب
بعض أهم مستحبات الصيام
وفضل الصوم وآدابه وآثاره فإليكم
صحيفة مختصرة في أحكام الصوم و أهميته
وآدابه و ثوابه وفضل كثرت الصيام وفوائده العامة والخاصة
و أحاديث وجوب صوم شهر رمضان وآداب صومه وعلل وجوبه وتسميته بشهر رمضان
وهذه يا طيب
بعض أدعية استقبال شهر رمضان المبارك
وأدعية الإفطار وبعض أهم المستحبات في هذا الشهر الكريم
فعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال :
كان رسول الله عليه وآله إذا هل هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه فقال :
اللهم : أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام
والعافية المجللة ، والرزق الواسع ، ودفع الأسقام
اللهم : ارزقنا صيامه وقيامه ، وتلاوة القرآن فيه
اللهم سلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه
تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج4ص196ب5ح1 .
وعن السكوني عن ابي جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام
إن رسو ل الله صلى الله عليه وآله كان اذا أفطر ، قال
اللهم : لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبله منا
ذهب الظماء ، وابتلت العروق ، وبقى الأجر
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار
الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ، ورزقنا فافطرنا
اللهم : تقبل منا ، وأعنا عليه ، وسلمنا فيه
وتسلمه منا ، في يسر منك وعافية
الحمد لله : الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان
منتهى المطلب للعلامة الحلي ج2ص624.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين حين إفطاره
بسم الله ، اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك افطرنا .
فتقبل منا ، إنك أنت السميع العليم
الحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج13ص435
وللمزيد لكم أخوتي الكرام صحيفة
دعاء هلال شهر رمضان وبعض أدعية لياليه وأيامه وأدعية الإفطار وغيرها
تقبل الله صيامكم وطاعتكم وقراءتكم للقرآن
وهنيئاً لكم حب النبي وآله ونسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
أهنئ الأمّة الإسلامية وأبارك لعلمائها الكرام ولكم أخوتي الكرام
و لجميع المؤمنين الطيبين
حلول أيام الطاعة وليالي العبادة
في شـهـر رمـضـان المبارك الكريم
فأزف لكم أزكى التهـاني وأطيب الود
وجعل الله أوقاتكم ترفل في كل خير وسعة
وأعاده عليكم بالصحة والعافية واليمن والبركة
ونسألكم الدعاء في كل أيام هذا الشهر الشريف ولياليه
قال الله سبحانه تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُـمْ تَـتَّـقُـــونَ
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ
وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ
فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ
الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ
وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
البقرة183ـ187
السلام على الأخوة المؤمنين الطيبين والأخوات المؤمنات الطيبات
بارك الله لكم في شهر رمضان ، وزادكم ربنا الكريم خيره وبركته ورحمته
وغفر ذنوبكم وستر عيوبكم وكشف كروبكم وأزال غمكم وأسعدكم في جميع أيامكم
وواصل عليكم منته ورزقكم الثبات على دينه والإخلاص في طاعته وزاد الله حسـناتكم
وضاعف أجركم بحبكم لنبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين
فإن الله سبحانه وتعالى قال :
تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ
لَهُــمْ مَا يَشَــــاءُونَ عِنْــدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُـــوَ الْفَضْــلُ الكَبِيرُ *
ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّــرُ اللَّهُ عِبَـــادَهُ الَّذِينَ آمَنُـــوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
الشورى22ـ23
إن الله تعالى يبين في هاتين الآيتين :
أولاً : إن أن الظالمين الذين يعصون أوامر الله تعالى فإنهم خائفون من عذاب الله
في قرار أنفسهم وما يشعرون من وخزات الضمير وعذاب الوجدان وفناء العمر القصير
وذلك بسبب ما اكتسبوا من السيئات فيشعرون أنه عذاب الله سبحانه لا محالة واقع بهم لطغيانهم وظلمهم
ثانياً : يبشرنا الله تعالى كمؤمنين بقبول أعمالنا الصالحة إذا عملنا بها بشرطها وشروطها
فيعلمنا كيف نصل لحقيقة تعاليمه والواجبات التي شرفنا بها وفرضها علينا
وهي واجبات تصلحنا للدخول في رحمته وتعدنا لكرامته
فلذا عرفنا سبحانه وتعالى سبيها ومحلها بحق
فأنه يجب أن نأخذ تعاليمه بود
وهو الحب التام الصادق من آل النبي الأكرم
فنتعلم حدودها وكيفيتها المقربة لله تعالى حين أخذها من آل الرسول وقرباه المطهرون
وهم مع كتاب الله ثقلي رسول الله وأفضل وأتم وأكمل ما خلفه فينا لكي نعرف هدى الله الحق
وبهذا الحب والغرف منه بكثرة نقترف الحسنات المضاعفة ونحصل على مغفرة الله سبحانه وتعالى
وكما عرفنا في آية المودة وأجر الرسالة النبوية أعلاه ، نتحقق بهداه حقا ، فيغفر لنا ويصلحنا ويشكرنا سعينا
وهم صلاة الله وسلامه عليهم بعد أن أعرفوا الدين وشرحوه بكل سبيل
عينوا لنا لتعلمها حين عدم إمكان الوصول لهم مباشرة وبالخصوص في زمن الغيبة
من وثقوه وعرفوا خواصه بالطاعة والورع والاجتهاد من أتباعهم العلماء وأصحابهم الكرام
فلذا يجب علينا تقليد العلماء المجتهدون والمراجع العظام الذين أجهدوا أنفسهم في تعلم معارف الله
ومن سبيل الثقلين القرآن والعترة وأصبحوا متخصصين في علوم أهل البيت حقا والتي هي معارف الله
فيجب أن نتعلم من العلماء الكرام معالم ديننا وواجباتنا ، ويجب الرجوع للأعلم من العلماء بقدر الإمكان
ومن ثم قراءة الرسالة العملية له ، والتي تعلمنا تكاليف ديننا العملية في فروع الدين سواء في ذلك
العبادات أو المعاملات
وكم هو جميل يا أحبتي الطيبين
أن نراجع الرسالة العملية لمن نقلده ديننا
ونتعلم الواجبات منه وما يبتلي به الإنسان في أيامه
وبالخصوص تعاليم شهر رمضان وأحكامه ونحن نستقبله أو داخلين فيه
وأما بعد
فإليكم يا أخوتي
أحاديث في علل الصوم
لنعد أنفسنا لاستقباله وعمل الطاعات فيه
فنحصل على رضا الله وكرامته ورحمته وفضله
عن هشام بن الحكم ، أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن علة الصيام
فقال عليه السلام : إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير
وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير
لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه
فأراد الله تعالى أن يسوي بين خلقه
وأن يذيق الغني مس الجوع والألم
ليرق على الضعيف ويرحم الجائع
وسائل الشيعة ص10ـ7 الحديث 12697ـ1
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال
لكل شيء زكاة ، وزكاة الأجساد الصيام
وسائل الشيعة جزء الصوم ص10ـ9 حديث12698ـ2
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال
إنما أمروا بالصوم
لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش
فيستدلوا على فقر الآخرة
وليكون الصائم
خاشعا ذليلا مستكينا ، مأجورا محتسبا
عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش
فيستوجب الثواب ، مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات
ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل ، ورايضاً لهم على أداء ما كلفهم، و دليلا لهم في الآجل
و ليعرفـوا شدة مبلـغ ذلك على أهل الفقـر و المسـكنة في الدنيا ، فيؤدوا إليهم ما افتـرض الله لهم في أموالهم
وسائل الشيعة 10ـ9 حديث [ 12701 ] 5.
وإن أحببت يا طيب
بعض أهم مستحبات الصيام
وفضل الصوم وآدابه وآثاره فإليكم
صحيفة مختصرة في أحكام الصوم و أهميته
وآدابه و ثوابه وفضل كثرت الصيام وفوائده العامة والخاصة
و أحاديث وجوب صوم شهر رمضان وآداب صومه وعلل وجوبه وتسميته بشهر رمضان
وهذه يا طيب
بعض أدعية استقبال شهر رمضان المبارك
وأدعية الإفطار وبعض أهم المستحبات في هذا الشهر الكريم
فعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال :
كان رسول الله عليه وآله إذا هل هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه فقال :
اللهم : أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام
والعافية المجللة ، والرزق الواسع ، ودفع الأسقام
اللهم : ارزقنا صيامه وقيامه ، وتلاوة القرآن فيه
اللهم سلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه
تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج4ص196ب5ح1 .
وعن السكوني عن ابي جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام
إن رسو ل الله صلى الله عليه وآله كان اذا أفطر ، قال
اللهم : لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ، فتقبله منا
ذهب الظماء ، وابتلت العروق ، وبقى الأجر
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار
الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ، ورزقنا فافطرنا
اللهم : تقبل منا ، وأعنا عليه ، وسلمنا فيه
وتسلمه منا ، في يسر منك وعافية
الحمد لله : الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان
منتهى المطلب للعلامة الحلي ج2ص624.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين حين إفطاره
بسم الله ، اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك افطرنا .
فتقبل منا ، إنك أنت السميع العليم
الحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج13ص435
وللمزيد لكم أخوتي الكرام صحيفة
دعاء هلال شهر رمضان وبعض أدعية لياليه وأيامه وأدعية الإفطار وغيرها
تقبل الله صيامكم وطاعتكم وقراءتكم للقرآن
وهنيئاً لكم حب النبي وآله ونسألكم الدعاء